ﻓﻲ ﻟﻴﻠﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ﻣﻦ ﺷﺘﺎﺀ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ
. 2015 ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ . ﻭﻋﻠﻲ
ﻣﺮﻣﻲ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﺘﺎﻩ ﺃﻧﺎﺭﺕ ﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ
ﺑﺠﻤﺎﻟﻬﺎ .ﺣﺒﻴﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻋﻠﻲ ﻭﺟﻬﻬﺎ
ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺟﻤﺎﻝ ﻋﻠﻲ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻭﺭﺩﻩ
ﻣﺒﻠﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺪﻱ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺸﺊ ﺧﻴﺎﻟﻰ
ﺳﺎﺣﺮ ،ﻭﺳﻮﺍﺩ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺼﻌﺐ
ﺍﻟﺘﻔﺮﻳﻖ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻟﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻓﻬﻮ
ﻛﺴﻮﺍﺩ ﻟﻴﻠﺔ ﺗﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻟﻘﺪ
ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺘﺠﺎﻧﺴﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻧﻌﻮﻣﺘﻪ ﻓﻬﻮ ﻛﺤﺮﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ .
ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻮﺏ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ
ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻄﺎﻳﺮ ﻣﻊ ﺣﺮﻛﻪ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ .
ﺣﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﺠﺎﺀﻩ ﻛﺎﺩ ﺍﻥ ﻳﺼﻄﺪﻡ ﺑﻬﺎ
ﺳﻴﺎﺭﻩ ﺗﻘﻒ ﺍﻣﺎﻣﻬﺎ. ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺍﺧﺮﺝ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ﺭﺍﺳﻪ ﻳﻨﻈﺮ ﻣﻦ
ﻧﺎﻓﺬﺗﻬﺎ ﻭﺍﺫﺍ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﻩ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻠﻄﺎ
ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺒﺪﻭ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﻧﺠﻤﺔ
ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻴﺔ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﻟﺘﻌﻠﻮ ﺧﺸﺒﺔ ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ
ﻭﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻣﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻳﺎﺍﻟﻠﻪ
ﺧﻠﻘﺖ ﻭﺃﺑﺪﻋﺖ ،ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺼﺎﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﻰ ﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ
ﻭﺍﻻﻧﻒ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﻳﻦ
ﻭﻛﺄﻧﻬﻤﺎ ﻳﺸﻌﺎﻥ ﺿﻮﺀ . ﻓﺎﺣﺘﺎﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ
ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺿﻮﺀﻩ ﺃﻗﻮﻯ، ﺍﻱ ﺍﻟﻨﻮﺭﻳﻦ ﺍﻗﻮﻱ
ﻋﻴﺎﻧﻬﺎ ﺍﻡ ﺿﻮﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﻩ .
ﺍﺧﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺼﻐﺮﻱ ﻫﺬﻩ .
ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ
ﺇﻟﻴﻪ:
– ﺍﺳﻔﻪ ﺍﻧﺎ ﻣﺎﺧﺪﺗﺶ ﺑﺎﻟﻲ
ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻛﺎﻥ ﺭﻧﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺟﻌﻠﻪ
ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻣﺮﺍﺕ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺍ
ﻫﻰ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﺃﺣﺒﺖ ﻋﺬﻭﺑﺘﻪ ﻓﺠﻌﻠﺘﻪ
ﻳﺘﻜﺮﺭ ﻛﺼﺪﻯ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻭﺗﻜﺮﺍﺭﺍ ﻟﺤﻼﻭﺗﻪ .
ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﻋﺤﺰ ﻋﻦ
ﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻘﺎﻝ:
– ﻭﻻ ﻳﻬﻤﻚ ﺍﻧﺖ ﻣﺎﺷﻴﻪ ﻟﻴﻪ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﻮ ﺩﻩ
– ﺍﻧﺎ ﺑﻌﺸﻖ ﺍﻟﻤﻄﺮﻩ ﻭﺑﺤﺐ ﺍﻣﺸﻰ
ﺗﺤﺘﻪ
ﺧﻄﻮﻁ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ
ﻛﻘﺎﺗﻞ ﺧﻔﻰ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﻭﺟﻬﻪ
ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﻔﻴﻖ ﻣﻦ ﺣﻠﻤﻪ
ﻭﻳﺒﺪﺩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺮﺍﺀﺕ ﻟﻪ ..
ﻭﻳﺎﻟﻴﺘﻪ ﻣﺎ ﺃﻓﺎﻕ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻤﺮ
ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻭﺃﻭﻗﺎﺕ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﻨﻲ ﺃﻥ
ﻳﺴﺠﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﺣﺘﻲ
ﻭﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻧﻬﺎ
ﻫﻨﺎﻙ . ﻓﺘﺎﺓ ﺍﺣﻼﻣﻪ