ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻋﻤّﺎ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺒﺎً ﺷﺮﻋﻴﺎً؛ ﺇﺫ ﻳﺤﺮﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮ
ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺣﺮّﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻗُﻞ
ﻟِّﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻳَﻐُﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻢْ ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈُﻮﺍ ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻢْ (ۚ ، [ ١ ] ﻭﻗﺎﻝ
ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ: ( ﻭَﻗُﻞ ﻟِّﻠْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕِ ﻳَﻐْﻀُﻀْﻦَ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻦَّ ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈْﻦَ
ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻦَّ ) ، [ ٢ ] ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠّﻢ : (ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀَ، ﻓﺈﻥّ ﺃﻭﻝَ ﻓﺘﻨﺔِ ﺑﻨﻲ
ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞَ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀِ ) ، [ ٣ ] ﻭﻗﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼّﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴّﻼﻡ :
( ﻳﺎ ﻋﻠﻲُّ ﺇﻥَّ ﻟﻚ ﻛﻨﺰًﺍ ﻭﺇﻧَّﻚ ﺫﻭ ﻗﺮﻧَﻴْﻬﺎ ﻓﻼ ﺗُﺘﺒِﻊِ ﺍﻟﻨَّﻈﺮﺓَ ﺍﻟﻨَّﻈﺮﺓَ
ﻓﺈﻥَّ ﻟﻚ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻟﻚ ﺍﻵﺧِﺮﺓُ ) ، [ ٤ ] ﻭﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﺑﻦ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻧّﻪ ﺳﺄﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻋﻦ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻔﺠﺎﺀﺓ، ﻓﺄﻣﺮﻩ ﺃﻥ ﻳﺼﺮﻑ ﺑﺼﺮﻩ . [ ٥ ]
ﻣﻦ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺐ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻣﺆﻟﻔﺎﺗﻬﻢ،
ﻭﻣﺤﺎﺿﺮﺍﺗﻪ، ﻭﺩﺭﻭﺳﻬﻢ، ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ ﺛﻤﺮﺍﺕ ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ
ﻭﻓﻮﺍﺋﺪﻩ، ﻭﺇﻥ ﺩﻝّ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀٍ ﻓﺈﻧّﻤﺎ ﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﻋِﻈﻢ ﺃﺟﺮ
ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻭﺃﻫﻤﻴّﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺜﻤﺮﺍﺕ :
[ ٦ ]
ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴّﺔ، ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ،
ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻡ ﺃﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ، ﺣﻴﺚ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻗُﻞ ﻟِّﻠْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻳَﻐُﻀُّﻮﺍ ﻣِﻦْ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭِﻫِﻢْ
ﻭَﻳَﺤْﻔَﻈُﻮﺍ ﻓُﺮُﻭﺟَﻬُﻢْ ۚ ﺫَٰﻟِﻚَ ﺃَﺯْﻛَﻰٰ ﻟَﻬُﻢْ ۗ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺧَﺒِﻴﺮٌ ﺑِﻤَﺎ
ﻳَﺼْﻨَﻌُﻮﻥَ ) . [١ ]
ﻧﻴﻞ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻯ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ -
ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥّ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻛﺎﻥ ﺭﺩﻳﻔﺎً ﻟﻠﺮﺳﻮﻝ
-ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ- ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﻼﺣﻆ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼّﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴّﻼﻡ : ( ﺍﺑﻦَ ﺃﺧﻲ
ﺇﻥَّ ﻫﺬﺍ ﻳﻮﻡٌ ﻣﻦ ﻣﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﺳﻤﻌَﻪ ﻭﺑﺼﺮَﻩ ﻭﻟﺴﺎﻧَﻪ ﻏُﻔﺮ
ﻟﻪ ) . [ ٧ ]
ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ، ﻭﺳﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗّﺒﺔ
ﻋﻠﻰ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﻨﻈﺮ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﺫَٰﻟِﻚَ ﺃَﺯْﻛَﻰٰ
ﻟَﻬُﻢْ (ۗ . [ ١ ]
ﺳﺒﺐٌ ﻟﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ .
ﺳﺒﺐ ﻟﻠﻨﺸﺎﻁ ﻓﻲ ﻃﺎﻋﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻃﺮﺩ ﺍﻟﻜﺴﻞ .
ﻭﻗﺎﻳﺔ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻄﻠّﻊ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﺍﻟﻤﻨﻜﺮﺍﺕ، ﺃﻭ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺠﻬﺪﻫﺎ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺳﺒﺐٌ ﻟﻠﻔﺮﺍﺳﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻴّﻴﺰ ﺑﻬﺎ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺤﻖّ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮ؛ ﺇﺫ ﺇﻥّ
ﺍﻟﺠﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺟﻨﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻓﻤﻦ ﻛﻒّ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ
ﺃﺑﺪﻟﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻨﻮﺭٍ ﻓﻲ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ، ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﺱ
ﺍﻟﻜﺮﻣﺎﻧﻲ : (ﻣﻦ ﻏﺾّ ﺑﺼﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﺭﻡ، ﻭﺃﻣﺴﻚ ﻧﻔﺴﻪ
ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺍﺕ، ﻭﻋﻮﺩ ﻧﻔﺴﻪ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺤﻼﻝ، ﻭﻋﻤﺮ ﻇﺎﻫﺮﻩ
ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﻭﺑﺎﻃﻨﻪ ﺑﺪﻭﺍﻡ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ، ﻟﻢ ﺗﺨﻄﺊ ﻟﻪ
ﻓﺮﺍﺳﻪ )
ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻭﺗﺨﻠﻴﺼﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ؛ ﺇﺫ ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺎﺕ ﻳﻮﺭﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻏﻔﻠﺔً ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ
ﺍﻵﺧﺮ .
ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺴﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻡ؛ ﺣﻴﺚ ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﻣﻦ
ﺳﻬﺎﻡ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﺍﻟﻤﺴﻤﻮﻣﺔ .
ﺳﺒﺐٌ ﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﻭﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﻌﻘﻞ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺃﻧّﻪ ﻧﺴﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﻴﻦ ﺳﻨﺔً ﺑﺴﺒﺐ
ﻧﻈﺮﺓٍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ
ﺗﻮﻫﻴﻦ ﻛﻴﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ؛ ﺇﺫ ﺇﻥّ ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔٌ ﻟﻠﻬﻮﻯ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺼﺮﻑ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻷﺛﺮ: (ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻫﻮﺍﻩ ﻳﻔﺮﻕ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻣﻦ ﻇﻠﻪ ) .
ﻏﺮﺱ ﺣﺐّ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ
-ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ( ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻮﺭﺙ ﺣﺐّ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ ﻭﺟﻞّ) .
ﺗﺨﻠﻴﺺ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ؛ ﺇﺫ ﺇﻥّ ﺍﻟﻨﻈﺮﺓ ﺳﺒﺐٌ
ﻟﻠﺤﺴﺮﺓ .
ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ؛ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻌﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺄﻧّﻚ
ﺗﺮﺍﻩ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﺍﻩ ﻓﺈﻧّﻪ ﻳﺮﺍﻙ، ﻓﻤﻦ ﻏﺾّ ﺑﺼﺮﻩ؛
ﻷﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺮﻗﺎﺑﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺃﺩﺭﻙ ﻣﺮﺗﺒﺔ
ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﺃﺧﻠﺺ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﻛﺴﺐ ﺍﻟﺤﺴﻨﺎﺕ؛ ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ
ﺑﻌﺪ ﻧﻴّﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻬﺎ .
ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴّﺔ، ﻭﺗﻮﻃﻴﺪ ﺃﻭﺍﺻﺮ ﺍﻟﻤﺤﺒّﺔ ﺑﻴﻦ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻛﺘﻤﺎﻝ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ،
ﻭﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ .
ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺗﻌﻠﻴﻖ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ .
ﺳﺪٌّ ﻟﻠﺬﺭﺍﺋﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺎﺣﺸﺔ، ﻭﺑﻌﺪٌ ﻋﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ
ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻭﻏﻠﻖٌ ﻟﺒﺎﺏ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ .
ﺍﻟﺘﺨﻠّﺺ ﻣﻤﺎ ﺗﺴﺒّﺒﻪ ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺍﺋﺰ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻢّ ﻭﺍﻟﻐﻢّ،
ﻭﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺏ، ﻭﺍﻟﻘﻠﻖ، ﻭﺍﻟﺘﻮﺗﺮ .
ﺍﺷﺘﻐﺎﻝ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻤﺎ ﻳﺼﻠﺤﻪ ﻭﻳﻨﺠّﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﻭﺑﻌﺪﻩ
ﻋﻦ ﺳﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﻖ .
ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﺍﻟﺴﺪﺍﺩ ﻭﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰّ
ﻭﺟﻞّ .
ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﺎﺣﺸﺔ ﺍﻟﺰﻧﺎ ، ﻭﻟﺰﻭﻡ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻌﻔﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺣﻔﻆ ﺍﻟﻔﺮﺝ ﻭﺇﺣﺼﺎﻧﻪ
ﺗﻘﻮﻳﺔ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻭﺍﻟﺜﻘﺔ ﺑﺎﻟﻨﻔﺲ .
ﺍﻻﻗﺘﺪﺍﺀ ﺑﺎﻟﻨﺒﻲّ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼّﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴّﻼﻡ، ﻭﺍﻟﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ .
ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﻓﻲ ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ
ﺿﺮﺏ ﺍﻟﺴﻠﻒ ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ
ﻷﻭﺍﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻏﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻋﻤّﺎ
ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻋﺪﻳﺪﺓٌ ﺗﺪﻝّ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﻐﺾّ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﻣﻨﻬﺎ: [ ٨ ]
ﺭﻭﻯ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺍﻟﻬﺬﻳﻞ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ- ﺃﻥّ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ
ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻣﺮﻳﺾٍ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ، ﻓﺄﺧﺬ
ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﺑﻦ
ﻣﺴﻌﻮﺩٍ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻟﻠﺮﺟﻞ : ( ﻟﻮ ﺍﻧﻔﻘﺄﺕ ﻋﻴﻨﻚ ﻛﺎﻥ
ﺧﻴﺮﺍً ﻟﻚ ) .
ﺭﻭﻯ ﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺡ -ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺃﻧّﻪ ﺧﺮﺝ ﻣﻊ ﺳﻔﻴﺎﻥ
ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻓﻘﺎﻝ : ( ﺇﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﺑﻨﺪﺃ ﺑﻪ ﻓﻲ
ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻏﺾّ ﺃﺑﺼﺎﺭﻧﺎ )
ﺭﻭﻯ ﺃﺑﻮ ﺣﻜﻴﻢ ﺃﻥّ ﺣﺴﺎﻥ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺳﻨﺎﻥ -ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ
ﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻋﻴﺪ، ﻓﻠﻤّﺎ ﺭﺟﻊ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ : ( ﻛﻢ ﻣﻦ
ﺍﻣﺮﺃﺓٍ ﺣﺴﻨﺔٍ ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ) ، ﻓﻠﻤّﺎ ﺃﻛﺜﺮﺕ، ﻗﺎﻝ : ( ﻭﻳﺤﻚ
ﻣﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟّﺎ ﻓﻲ ﺇﺑﻬﺎﻣﻲ ﻣﻨﺬ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻙ ﺣﺘﻰ
ﺭﺟﻌﺖ ﺇﻟﻴﻚ ) .
ﻗﺎﻝ ﺩﺍﻭﻭﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻜﺮﻫﻮﻥ ﻓﻀﻮﻝ
ﺍﻟﻨﻈﺮ) .
ﻗﺎﻝ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﻜﺮﺧﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : ( ﻏﻀﻮﺍ ﺃﺑﺼﺎﺭﻛﻢ ﻭﻟﻮ
ﻋﻦ ﺷﺎﺓٍ ﺃﻧﺜﻰ )